Monday, 7 March 2016

التطور العمرانى لمدینة القاھرة 2




ترجع نشأة المدينة إلى فجر التاريخ بدءاً من الحضارة الفرعونية ومروراً بالعصور الرومانية واليونانية
والقبطية وحتى العصر الإسلامى فلقدعرفت أجزاء منها في العصر الفرعوني باسم (م ن نفر) أى المدينة
الجميلة وتعتبر عاصمة مصر الموحدة منذ أن وحدها الملك نارمر منذ ٣٢٠٠ سنة ق.م ، وفى العصور
الإسلامية بداية من فتح عمرو بن العاص لمصر حيث بنى مدينة الفسطاط في سنة ٦٤٢ م ، ثم بنى العباسيون
مدينة العسكر سنة ٧٥٠ م إلى الشمال الشرقي من الفسطاط ، وعندما استقر أحمد بن طولون في مصر وبدأ
في تأسيس دولة مستقلة عن الخلافة العباسية أسس مدينة "القطائع" في سنة ٨٧٠ م ، أما القاهرة كمدينة فهي
المدينة التي أنشأها القائد الفاطمي جوهر الصقلي سنة ٩٦٩ م شمالي مدينة الفسطاط وبناها في ثلاث سنوات
وأطلق عليها اسم "المنصورية" ثم جاء الخليفة المعز لدين الله الفاطمي في ٩٧٢ م، وجعلها عاصمة لدولته،
واطلق عليها اسم "القاهرة" وهو اسمها الحالي، وفى عام ١١٧٩ م شيد صلاح الدين الأيوبى ( قلعة الجبل )
التى لا تزال تقف شامخة حتى اليوم تطل على القاهرة ، فأصبحت القاهرة بذلك العاصمة الرابعة للمسلمين
بمصر، وكان تخطيط تلك المدن عامة عبارة عن مسجد جامع ودار إمارة أو قصر الخليفة ومن حوله الخطط
الخاصة بسكن طوائف الجنود ، غير أن القاهرة اختلفت عن المدن السابقة بالسور الملتف حولها والباقي منه
عدة أجزاء حتى الآن .
وتأتي القاهرة في عصر أسرة محمد علي الذي ما زال كثير من آثاره باقية حتى الآن ، والذي بدأ من سنة
١٨٠٥ م حتى قيام حركة الضباط الأحرار في يوليو ١٩٥٢ م حيث بلغت درجة كبيرة في الاتساع في عهد
الخديوي إسماعيل ووصلت مساحتها إلى ألف فدان ، علي الرغم من أن التطوير عرف طريقه إلي قلب
القاهرة الحديثة في عهد محمد على، إلا أن النهضة العمرانية الحقيقية، بدأت بها بشكل جدي ومدروس
ومخطط له ، في عهد الخديوى إسماعيل حتى أصبحت المنشآت في عهده علامات بارزة في صفحة التاريخ
المعماري للقاهرة حتى الآن .
لقد توالت على القاهرة عهود وحكام وأختلفت القرارات والقوانين أثرت بالتالي على تطور وشكل العمران لمدينة القاهرة وهذا ما سنتعرض له  بالشرح والتفصيل .

No comments:

Post a Comment